العلاقات
مرحبا / السلام عليكم
أنا شاب وأريد استشارة في مشكلتي العاطفية هذه
من عام وبضعة أشهر تقريبا كنت أحادث فتاة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم نكن نتحدث على الخاص بل كنا نتحدث بما يشبه مجموعة أو ڨروب يتكون من بعض الشباب والبنات وكنا كلنا مجرد أصدقاء.
كانت هذه الفتاة التي أحدثها مقربة بالنسبة لي، وكانت لدي اتجاهها مشاعر ودية. غبت في إحدى الأيام عن هذه المجموعة لبضعة أشهر ثم عدت، فاستقبلتني هذه الفتاة بحفاوة، وبعدها ببضع أسابيع اعترفت لي أنها "تحبني".
لم تكن لدي مشاعر قوية كهذه اتجاهها، ولهذا أخبرتها أنها تتوهم وأنها مجرد نزوة (وهي عارضت ذلك بالطبع) المهم أعلم أنه كان من الخاطئ أن أواصل التكلم معها. كنت سأتركها وأغيب مرة أخرى ولا أعود على الإطلاق لأنه لم تكن لدي النية في استغلالها والتلاعب بمشاعرها وأعلم تمام العلم أنه حتى لو كنا في علاقة فهي علاقة لن تنجح أبدا لأسباب تتعلق بالمجتمع والتقاليد وبعدنا عن بعضنا البعض (أخبرتها بذلك ولكن ذلك لا يشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لها)، السبب الذي لم يجعلني أتركها هو أنني حين أخبرتها بأنني سأغيب دون عودة مرة أخرى بدأت حرفيا في البكاء وأخبرتني أنها فقط ستتعذب عاطفيا دون أن تستطيع النسيان. أردت أن أحول مشاعرها إلى مشاعر كره لكنها أخبرتني أنني لن أستطيع ذلك (وأنا لا أريد إيذاءها لجعلها تكرهني) لذلك واصلت الكلام معها. وبعد مدة وجدت نفسي بدأت في الانجراف نحوها والشعور بالانجذاب اتجاهها وتعلقت بها، هذا يخيفني للغاية لأنني أعلم أنه لا مستقبل لنا ولا لعلاقتنا (وأرجو أن يتفهم القراء أنني لا أرغب في استغلال هذه الفتاة ولا أي فتاة أخرى)، لذلك أصبحت أشعر بالذنب الشديد والخزي حينما تمتد محادثاتنا إلى الليل، وأشعر بأنني شخص نذل كلما تذكرت أنني أكلمها دون أن تكون بيننا علاقة رسمية ومعروفة للجميع (نتحادث سرا) رغم أنه يوجد العديد من الأصدقاء بهذه المجموعة فعلوا هذا. على أي حال - هذه الفتاة لا تفكر في الأمر بجدية، لكنني كذلك وأعلم أنه لن تكون بيننا علاقة في الواقع أبدا (هذا إن التقينا) كما أشعر بالذنب حين أكلمها وأشعر أنني أستغلها. وفي نفس الوقت تعلقت بها ولا أستطيع تركها فسأعاني أنا الآخر من تفكير مستمر بها (خصوصا أنني يجب أن اركز على دراستي هذا العام) وفي كل مرة أحاول تجاهل مشاعري نحوها تتزايد هذه المشاعر أكثر. هل بإمكانكم أن تنصحوني؟ ماذا أفعل؟ هل أتركها (لا أعتقد أنني قادر على ذلك)؟ أو أستمر في الحديث معها دون جدوى؟ من فضلكم لا تدخلوا الدين في كل إجابتكم لأن تأنيب الضمير لدي يكفي.



مرحباً عزيزي
أتفهم مشاعرك وحيرتك، ولكن لا داعي للقلق، فعلاقتك بتلك الفتاة ليست قائمة على الاستغلال للأسباب الآتية:
1. الرغبة المشتركة: فالعلاقة بدأت برغبة كليكما
2. الصراحة: فالعلاقات الصحية قائمة على الصراحة، وهذا ركن متوفر في علاقتك بصديقتك فقد صارحتها بصعوبة ارتباطكما، وصارحتك برغبتها في البقاء
أرى أنكما في بداية علاقتكما، ولا مفر من تغير المشاعر مع الوقت، إما أن تقوى أو تخفت أو تتحول لصداقة قوية
لا داعي للاستعجال، فكلاكما بحاجة لتقييم العلاقة ورسم حدودها سوياً ولكي تحددا ذلك يجب على كل منكما أن يسأل نفسه مجموعة من الأسئلة:
ماذا أريد أنا من العلاقة؟
ماذا يريد الطرف الآخر؟
كيف أستطيع أن أعبر عما أريده من العلاقة؟
كيف يعبر الآخر؟
هل أحتاج إلى علاقة عابرة قبل أبدأ في علاقة جدية؟
هل تخدمني الظروف والعادات والمجتمع؟ أم أحتاج إلى علاقة واضحة وتقليدية وسريعة الإجراءات لتصل إلى الزواج؟
هل أنا مستعد/ة للدخول في علاقة؟
إذا كان الجواب عن هذه الاسئلة صادقاً، سيسهل عليكما رسم حدودكما الشخصية وتحديد المسار الذي ستسلكه علاقتكما
لا داعي للقلق أو الشعور بالذنب، فالارتباك أمر وارد في بداية العلاقات، يحتاج إلى بذل مجهود للتعامل معه
يمكنك قراءة هذا المقال للمزيد من المعلومات حول العلاقات وأنواعها
https://lmarabic.com/love-and-relationships/relationships
نتمنى لك ولصديقتك حياة سعيدة
