مواضيع أخرى
أنا أكره والدي. تركت منزل أهلي ونجحت في الاستقلال منذ عدة سنوات بعد صراع. لكن مازالت كراهيتي لهذا الرجل تطاردني حتى الآن، الكوابيس لا تنتهي وصحتي النفسية دائما سيئة وهو ما انعكس في مجموعة من الأمراض الجسدية التي تتزايد يوما بعد يوم. لقد عشت حياتا منعزلة تماما، وتصوت أنني لو هربت من ذلك السجن ستتحسن الأمور، لكن هذا لم يحدث. لقد عشت طوال حياتي في ضغط نفسي بسبب رعبي منه، ومحاولاتي المستمرة في اثبات أنني ذكية كصبي، ولست أقل من أي شخص في أي شئ. أرغمني على ارتداء الحجاب منذ الطفولة، والآن لا أستطيع خلعه من فرط عدم ثقتي بنفسي، فأنا أراني قبيحة طوال الوقت. أبعدني عن ممارسة أي رياضة بحجة أنها حرام، والآن تأخر الوقت للبدء من جديد، فصحتي لن تساعدني على ذلك. لقد كنت دوما طالبة متفوقة، صحيح أن هذا لم يكن سهلا، فقبل كل امتحان كانت حياتي تصبح جحيما من فرط خوفي ألا أحصد الدراجات النهائية، لذا أصبت بالقولون العصبي منذ مراهقتي وعلى الرغم من حبي للدراسة، أجدني أمرض من مجرد فكرة استكمال الدراسة، لأنني لن أنجح. والدتي لم تكن سوى سيدة مغلوبة على أمرها نقلت لي كراهيتها لزوجها المتسلط لكنها لم تفعل شيئا ايجابيا يغير من وضعها أو وضعي. لا أدري سبيلا للتخلص من الغضب بداخلي، والذي يأكلني يوما بعد يوم، صحتي في انهيار، وقدرتي على الارتباط بشخص معدومة، فأنا لا أثق في أي رجل، ولا يمكنني فقدان وحدتي واستقلالي بعد أن حصلت عليها بشق الأنفس، لكنها تبدو مميتة حاليا. أراني أنحدر لبئر عميق من الاكتئاب لا أرى منه فرارا. فما السبيل لتخطي ذلك؟
كل مننا عندنا مشاكل وعوائق لو حولتيها من حاجه تسبب لك اكتئاب لحاجه تكون سبب نجاحك و فرحتك هتتغير حياتك الله سبحانه وتعالي قال ان الله لا يغير ما في انفسنا حتي نبدا نحنا بالتغير لذلك انصحك بان تشوفي النجاح الي في حياتك و مفيش بنت قدرت تحقق الاستقلال بسهوله ودا معناه انك فعلا قويه متضيعيش تعب السنين
عزيزتي nury
لقد أرسلت رسالتك إلى المتخصص وهذا كان الرد:
رسالتك مليئة بالألم واليأس وأنا يا عزيزتي لا أريدك أن تتألمي أو تيأسي. لقد بدأت يا عزيزتي مشوار الألف ميل باستقلالك ولكن المشوار مازال طويلا! هذه هي الخطوات التي تنتظرك:
1) السماح - يجب أن تسامحي والدك
2) التصالح مع الماضي
3) حب الذات
4) حب الحياة والتفاؤل
بالنسبة لوالدك، أريدك أن تعلمي أن الأبوة والأمومة قدرات؛ هناك أشخاص مؤهلون تماما لهذه المسئولية وهناك أشخاص لا يصلحون بتاتا! للأسف الجميع يتزوجون والجميع ينجبون ولكن لا ينجح الجميع في التعبير عن الحب والعطاء والأمان والحنان وغيرها من متطلبات دور الأم أو الأب.
والدك ضحية أسرة لم تعده لدور الأب ومجتمع فرض عليه الزواج والإنجاب! هو لا يعرف أنه لا يصلح ولا يدرك أنه فشل ولا يعي حجم الجرم بحقك!
أعذريه! التمسي له العذر لأنه لم يكن يعلم ولم يوجد من يعلمه! لقد رباك بقدر علمه وبقدر معرفته وبقدر استطاعته!
لا أطلب منك إصلاح علاقتك به ولا أطلب منك أن تحبيه؛ كل ما أطلبه منك هو التماس العذر ومحاولة الصفح!
النقطة الثانية هي التصالح مع الماضي! الطفولة وأحداثها ماض والمراهقة وآلامها ماض وحياتك قبل أن تتركي المنزل ماض! هذا الماض سوف يكون مصدر قوتك ومصدر حكمتك ومصدر قدرتك على تفادي العديد من الأخطاء في المستقبل! حتى لا يتكرر الماضي وحتى لا تختاري رجل مثل والدك لتتزوجيه وحتى لا تتحولي إلى نسخة من والدتك المغلوبة على أمرها، يجب أن تتصالحي مع الماضي. التصالح مع الماضي هو زيارة كل أحداثه الأليمة وإحيائها مرة أخيرة واحتضان ذكريات كل حدث ثم طي صفحته إلى الأبد. أشكري كل موقف مؤلم وكل حدث سيء وكل لحظة حزينة لأنها ساهمت في نضجك وفي إلهامك القوة!
أنت قوية!
لقد تحملت الكثير وحاربت من أجل الاستقلال وسوف تعملين جاهدة على التحرر من قيود ماضيك وأسره.
طريقك إلى الحرية يحتاج أن تحبي نفسك! لا يهم أن تكوني الأجمل أو الأذكى أو الأكثر رشاقة أو الأكثر تفوقا! لا يهم أن تكوني، أو ألا تكوني، محجبة! أحبي نفسك كما أنت! لا تصدري الأحكام ولا تقيمي درجة جمالك أو قبحك! تقبلي كل ما ترينه في المرآة! أما بالنسبة للرياضة، فالفرصة لممارسة الرياضة لا تفوت أبدا! يمكنك البدأ في أي وقت وأي عمر وأي لحظة! قد تجربين اليوجا أو ركوب الدراجات أو السير لمسافات طويلة أو الذهاب إلى الجيم أو التسلق - كل هذه رياضات لا تحتاج إلى خبرة سابقة ولا مقاييس جسمانية! كل ما تحتاجينه هو الإرادة والالتزام.
لا تشغلي بالك بالحب والارتباط الآن لأنك مازلت تستكشفين نفسك وتتعرفين على حدودك ومساحتك في الحياة. سوف يأتي الحب الصحي عندما تنفذين كل الخطوات السابقة! تحرري من الكراهية والسلبية والألم واليأس واحتضني نفسك بكل ماضيها وحاضرها وسوف يكون المستقبل جميلا.