العلاقات

مرحباً عزيزي/
من المنطقي أن تتغير طبيعة البشر الذي ننجذب إليهم من حين لآخر، وفقاً لتغير طباعنا وشخصياتنا وخبراتنا الشخصية، كذلك البيئة المحيطة تلعب دوراً أساسي في ذلك.
على الأرجح أنك نشأت في بيئة متحفظة منغلقة على نفسها يتبع أهلها نفس العادات ولهم نفس الذائقة في المظهر الخارجي، لذلك من الطبيعي أن تنجذب للاختلاف. هذا لا يعني أن المحجبة أقل أو أكثر جمالاً من غير المحجبة، فما تغير هنا ليس له علاقة بملابس الفتيات، وإنما يرجع إلى تغير ذائقتك وبيئتك المحيطة.
أنصحك بألا تجعل التغير مقتصراً على المظهر ولكن استغل وجودك في بيئة عامرة بالاختلاف وتشبع بخبرات مختلفة، فأنت بحاجة للخروج من محيطك الضيق لمجتمع أكثر انفتاحاً. فالتعرض لتجارب مغايرة سيجعلك قادراً على معرفة حقيقة نفسك وحقيقة الآخر، وبالتالي ستتمكن من تحديد ما يناسبك وترفض ما لا يتناسب معك من أفكار وعادات وخيارات، ولكنك في النهاية ستتمكن من قبول جميع البشر حتى وإن اختلفوا.

أما بالنسبة لسؤالك عن الرغبة الجنسية فالرغبة الجنسية بين البشر تتفاوت ولا سبيل لمعرفة ذلك إلا بالحديث الصريح مع شريكتك المستقبلية.
حيث يقسم الخبراء العلاقة إلى عدة مراحل:
1. مرحلة الانجذاب: تتحكم الهرمونات في هذه المرحلة، فالشعور العارم بالسعادة يولد لدى الطرفين الرغبة في تكرار اللقاءات.
2. مرحلة التشكك: وفي هذه المرحلة يبدأ أحد الأطراف في الانسحاب ويدخل في مرحلة الشك والتساؤل وقد ينهي العلاقة.
3. مرحلة الجدية:في هذه المرحلة يتعرف الطرفان على بعض أكثر بصفة حصرية ويستثمران الوقت والمشاعر والمال بنية الجدية في العلاقة.
4. مرحلة الارتباط:وفي هذه المرحلة يقرر الطرفان أنهم ملائمين لبعض ومتوافقين وأنهما يريدان أن يكملا معاً.
5. مرحلة الحميمية: الحميمية درجات ... أولها الحديث عن الجنس ومعرفة تفضيلات ورغبات كل طرف ثم الممارسة الجنسية التي تتدرج من المداعبة حتى العلاقة الجنسية الكاملة.

وأثناء الارتباط يجب أن تتناقشا في كل الأمور المتعلقة بالجنس، سواء كان قراركما بالدخول في تجربة حميمية قبل الزواج أو الانتظار لحين إتمام مراسم الزواج، فالتواصل والحوار من أساسيات العلاقة الناجحة، والحديث عن الخيالات الجنسية والأحلام والتوقعات والرغبة مثله مثل الحديث عن ميزانية البيت والأساس والديكور وتربية الأولاد!

ولكن هناك قواعد يجب اتباعها أثناء الحديث عن الجنس:
1. الصراحة:الانفتاح والصراحة هي أمور ضرورية للغاية، فمن الأفضل أن يصرح كل منكما برغباته وتفضيلاته حتى تتمكنا من تحديد التوافق والوصول إلى نقاط مشتركة، فالعلاقة الجنسية الناجحة تساهم في خلق زواج ناجح.
2. الثقة: ترتبط الصراحة بوجود ثقة متبادلة وبيئة خالية من الأحكام، كي يشعر كلاكما بالارتياح ويعبر عن نفسه واختياراته بحرية.
3. الخصوصية: يجب أن تظل تلك النقاشات خاصة بينكما لا يتدخل فيها أطراف أخرى، كذلك من الأفضل إعطاء المساحة لكل طرف للاحتفاظ ببعض من الخصوصية سواء تجاه علاقاته السابقة أو مشاعر لا يرغب في البوح بها.
4. التناغم والوفاق: التفاوت في الرغبة الجنسية أو التفضيلات أمر وارد لذلك يجب أن يسعى الشريكان للوفاق وإيجاد حلول مرضية لكليهما.

وفي النهاية أنصحك بالمرونة في تعاملك مع شريكتك المستقبلية، فالتوافق أمر هام لإنجاح العلاقات ولكنه ليس سهلاً، فهو يحتاج إلى قدر من الانفتاح على تجارب مختلفة، وتقبل الاختلاف، والمرونة عند اتخاذ القرارات.

لمزيد من المعلومات بشأن النقاش حول العلاقات يمكنك قراءة المقالات الآتية:
المصارحة الجنسية
https://lmarabic.com/love-and-relationships/happy-relationships/speak

الحديث عن الجنس مع الخطيب/الحبيب
https://lmarabic.com/love-and-relationships/meeting-someone/question-isi...

الحديث عن الجنس والحميمية
https://lmarabic.com/making-love/talking-about-sex

تفاوت الرغبات الجنسية والحلول الوسطى
https://lmarabic.com/making-love/orgasms/blog-libido-differences

نتمنى لكَ حياة سعيدة واختيارات موفقة